قالت مصادر طبية وأمنية عراقية إن ستة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بجروح، في هجوم نفذه انتحاري يقود شاحنة مفخخة أمام مبنى مديرية التحقيقات الجنائية بكركوك شمال شرق بغداد.
وأوضحت المصادر أن من بين القتلى طفلا رضيعا وأحد عناصر الشرطة. كما ذكرت أن انفجار الشاحنة المفخخة أسفر كذلك عن إصابة عشرات المدنيين بجروح.
وقتل ثلاثة مدنيين عراقيين بانفجار سيارة مفخخة قرب محكمة البياع جنوبي غربي العاصمة. وفي العمارة جنوبي العراق قتل ضابط في الجيش بنيران مسلحين أطلقوا النار عليه.
وأفادت الشرطة أنها عثرت على جثث 19 مدنيا خطفهم مسلحون عند نقطة تفتيش وهمية في بعقوبة شمال بغداد، مشيرة إلى أن كل الجثث كان عليها آثار أعيرة نارية بالرأس والصدر في واحدة من أكبر جرائم الخطف الجماعي خلال أشهر.
قاسم الموسوي قال إن عملية بغداد الأمنية أدت لتصاعد العنف خارجها (الفرنسية)
زيادة القتلى
من ناحية ثانية أظهرت تقديرات الحكومة أن الهجمات اليومية في البلاد أسفرت في مارس/آذار الماضي عن مصرع 1869 مدنيا بزيادة قدرها 15% عن فبراير/شباط السابق رغم بدء تطبيق خطة بغداد الأمنية.
جاء ذلك من خلال بيانات جمعتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة أكدت أيضا مصرع 165 شرطيا و44 جنديا الشهر الماضي، وأشارت تقديرات الحكومة إلى أن أغلب هجمات الشهر الماضي وقعت خارج بغداد وكان أعنفها تفجير تلعفر قرب الموصل الثلاثاء الماضي الذي قتل فيه 152 شخصا.
وقد أعلن المتحدث باسم الجيش العميد قاسم الموسوي أن الإجراءات الأمنية ببغداد أدت لتصاعد الهجمات في مناطق خارجها، وصفها بأنها أرض خصبة لإشعال العنف. لكن الموسوي أكد في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإصرار على تنفيذ الخطة الأمنية التي قال إنها تحقق تقدما خاصة من خلال عمليات الدهم من حي لآخر.
كما أكد المتحدث باسم الجيش الأميركي الأدميرال مارك فوكس ثقته في فعالية الحملات الأمنية التي تنفذها القوات الأميركية والعراقية. وأضاف في نفس المؤتمر الصحفي مع الموسوي أن تحقيق الأمن ببغداد ليس سهلا، وطالب بالصبر لأن إرساء الأمن بالعراق سيأخذ وقتا قائلا إن "إنجاز المهمة لن يتم خلال أيام أو أسابيع".
وتوقع المتحدث الأميركي تصاعدا في العنف خلال الأسابيع والشهور القادمة، وذكر أنه تم بالفعل نشر نحو نصف التعزيزات التي قرر الرئيس جورج بوش إرسالها إلى العراق وتقدر بنحو 30 ألف جندي.
الجنود الأميركيون معرضون لشتى أنواع الهجمات من جانب المسلحين العراقيين (الفرنسية)
قتلى أميركيون
وقد اعترف الجيش الأميركي بمقتل ستة من جنوده بالعراق خلال اليومين الماضيين، كما أكدت وزارة الدفاع البريطانية مقتل أحد جنودها بالبصرة ليرتفع بذلك عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا بالعراق منذ 2003 إلى 135 قتيلا.
وقال بيان للجيش الأميركي إن اثنين من جنوده لقيا مصرعهما بانفجار أثناء قيامهما بدورية السبت جنوب غربي بغداد، فيما قتل أربعة آخرون عندما فجرت قنبلة أخرى الأحد قرب وحدة وصلت إلى الموقع استجابة للهجوم السابق.
وبذلك يرتفع إلى 3250 عدد الجنود والعاملين مع الجيش الأميركي الذين لقوا حتفهم منذ غزو العراق في مارس/آذار 2003، وفقا لبيانات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).