قال شهود عيان إن انفجارا بسيارة مفخخة استهدف اليوم الاثنين فندقا في العاصمة الصومالية مقديشو يقيم فيه مسؤولون من الحكومة الانتقالية.
ويكسر هذا الانفجار الهدوء النسبي الذي ساد شوارع العاصمة مقديشو بعد أربعة أيام من المعارك الطاحنة بين القوات الإثيوبية ومسلحين صوماليين، والتي يعتقد أنها أسفرت عن سقوط مئات القتلى.
ويعود الفضل لتوقف القتال في مقديشو إلى اتفاق وقف إطلاق نار توصلت إليه قبائل الهوية مع القوات الإثيوبية. ولم يعرب مراسلون غربيون هناك عن تفاؤلهم بهذه الهدنة, خاصة وأن هدنات مماثلة انتهكت قبل أربعة أيام وشوهد مزيد من القوات الإثيوبية يصل إلى العاصمة مطلع الأسبوع.
وبسبب تناثر الجثث التي بدأت بالتحلل في شوارع العاصمة اليوم الثاني, كان من المستحيل معرفة العدد الدقيق لقتلى الاشتباكات التي وصفتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها أسوأ أعمال عنف في مقديشو منذ أكثر من 15 عاما.
وتقول القوات الإثيوبية إنها قتلت 200 مسلح, فيما يؤكد السكان المحليون أن معظم القتلى مدنيون. وأضافوا أن دبابات ومروحيات إثيوبية قصفت مناطق في مقديشو يتمركز فيها المسلحون الذين ردوا بدورهم بنيران الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية.
المعارك دفعت المدنيين إلى مغادرة ديارهم (الفرنسية)
تعزيزات إثيوبية
وذكرت محطة إذاعة شبيلي الصومالية المستقلة أن تعزيزات إثيوبية تضم مئات الجنود دخلت المدينة الأحد، وعبرت المشارف الجنوبية في نحو 40 شاحنة. وأضافت أن المزيد من القوات عبرت الحدود قادمة من إثيوبيا.
واكتظت المستشفيات التي تعاني أصلا من نقص الأدوية، فيما يواجه الأطباء صعوبة في الخروج من منازلهم للالتحاق بعملهم.
وقالت القوات الأوغندية التي تشارك بقوات حفظ السلام الأفريقية بمقديشو إن أحد جنودها قتل خلال الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الإثيوبية ومسلحين يعتقد أنهم ينتمون للمحاكم الإسلامية والقبائل المتحالفة معها.
وذكر متحدث عسكري أوغندي من كمبالا أنه "كانت قواتنا تحرس المجمع الرئاسي يوم السبت عندما سقطت عليها قذائف هاون وقتل أحد جنودنا وأصيب خمسة آخرون".
فرار مدنيين
من ناحية ثانية أفادت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن "نحو عشرة آلاف شخص فروا من المعارك" بمقديشو في الأيام الثلاثة الأخيرة، مما يرفع إلى 56 ألف شخص عدد السكان الذين هربوا من العاصمة في مارس/آذار و96 ألفا منذ شهرين.
وقالت المفوضية الأممية في جنيف "إن بعض الفارين ينزحون إلى أحياء أخرى داخل مقديشو وآخرين يفرون إلى مناطق مجاورة".
اتفاق الهوية
وتنص بنود الاتفاق بين القوات الإثيوبية وقبائل الهوية على أن تعلن الحكومة الصومالية الانتقالية من جانبها وقف إطلاق النار، وأن تنسحب القوات الإثيوبية من الأماكن التي استولت عليها قبل المواجهات الأخيرة.
كما تنص على بدء مفاوضات خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة بين جميع الأطراف، ودعوة المجتمع الدولي لفتح تحقيق في الانتهاكات التي تقوم بها القوات الإثيوبية، وتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين فضلا عن إفراج الحكومة الانتقالية عن الذين اعتقلتهم بأنحاء متفرقة من العاصمة.
ولكن السفير الصومالي بالقاهرة نفى للجزيرة وجود أي اتفاق من هذا النوع، وقال إن القوات الحكومية والإثيوبية في طريقه