حاولت بعض الصحف الأميركية اليوم الثلاثاء أن تسلط الضوء على وثائق ثبت تزويرها كان قد استخدمها بوش لإعلان الحرب على العراق، كما تحدثت عن الاختلاف بين الأميركيين والعراقيين في نظرتهم إلى الوضع في العراق، معرجة على الملف الصومالي.
"
إدارة بوش أغفلت معلومات أساسية كانت متوفرة في حينها تشير إلى أن المزاعم المتعلقة بصفقة العراق-النيجر لشراء اليورانيوم، كانت محل شك كبير
"
واشنطن بوستصفقة العراق-النيجر مزورة
قالت صحيفة
واشنطن بوست إن عشرات المقابلات التي أجرتها مع مسؤولين في المخابرات الأميركية وصناع السياسة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا أظهرت أن إدارة بوش أغفلت معلومات أساسية كانت متوفرة في حينها تشير إلى أن المزاعم المتعلقة بصفقة العراق-النيجر لشراء اليورانيوم، كانت محل شك كبير.
وقالت الصحيفة إن المقابلات أظهرت أيضا أن فرنسا التي تعرضت لانتقاد كبير من إدارة بوش على خلفية معارضتها للحرب على العراق، رحبت بطلب المخابرات الأميركية الرامي إلى التحقيق في صفقة اليورانيوم، وأصرت على أن مستعمرتها السابقة لم تبع اليورانيوم للعراق.
ثم تتبعت الصحيفة تحركات الصحَفيّة الإيطالية إليزابيت بوربا في رحلتها إلى أفريقيا التي تجهل ذلك العالم وقدراته التكنولوجية، وتمكنها من الكشف عن تزوير الوثائق التي وصلت إلى إدارة بوش وأعلن بناء عليها الحرب على العراق.
واختتمت تقريرها بالقول إن من قام بفبركة تلك الوثائق ما زال مجهولا، مشيرة إلى أن بعض المسؤولين في المخابرات الأميركية قالوا إن عناصر من المخابرات والأجهزة الأمنية الإيطالية ربما قامت بذلك لبيع تلك الوثائق بمبالغ طائلة.
العراقيون يدحضون مزاعم أميركية
وفي الشأن العراقي قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تجارا في سوق الشورجة وسط بغداد نفوا مزاعم وفد الكونغرس الأميركي الذي زار المنطقة، وقال إن السوق مثال يحتذى به في الأمن وإن ذلك يعد دليلا على جدوى الخطة الأمنية في المدينة.
وقال تاجر أدوات كهربائية يدعى جاسم فياض للصحيفة "عن ماذا يتحدثون؟ فقد كانت الإجراءات الأمنية لدى وصولهم السوق غير اعتيادية".
ومن جانبه قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى في بغداد إن الوفد الأميركي وصل إلى السوق برفقة 100 جندي مسلح تقلهم سيارات هامفي المدرعة فضلا عن طائرات مروحية تحلق في الجو.
وقال شهود عيان إن الجنود قاموا بتحويل المرور وقصروا الدخول على الأميركيين وحسب.
وأشار فياض إلى أن "الجنود بعثوا الشلل في السوق لدى قدوم الوفد، وكان كل ذلك من أجل وسائل الإعلام".
وأوضح التجار والزبائن في السوق أن حملة المتمردين التي تستهدف أسواق بغداد أفلست العديد من التجار وفرضت تغيرات جذرية على الطريقة التي يشتري بها الناس، مضيفين أن السوق شهدت عدة تفجيرات منذ الصيف الماضي.
الصومال الدموية
"
العنف المتجدد في الصومال يعد آخر دليل على أن الوضع هناك قد وصل إلى مراتب متدنية وأن الشعور بالتفاؤل داخل الأروقة الأميركية حول مستقبل الصومال، قد تبدد
"
واشنطن تايمزتحت هذا العنوان تحدثت صحيفة
واشنطن تايمز في افتتاحيتها عن تدهور الحالة الأمنية في الصومال ودعت صناع السياسية في الولايات المتحدة إلى التدخل واغتنام فرصة هزيمة المحاكم الإسلامية التي منيت بها على أيدي القوات الإثيوبية.
وقالت الصحيفة إن العنف المتجدد في الصومال يعد آخر دليل على أن الوضع هناك قد وصل إلى مراتب متدنية وأن الشعور بالتفاؤل داخل الأروقة الأميركية حول مستقبل الصومال، قد تبدد.
وحذرت واشنطن تايمز من أن تجدد العنف الذي يدعمه "تمرد" المحاكم الإسلامية والنزاعات القبلية، ينذر بعودة ذلك النوع من الدولة الفاشلة التي زودت بعناصر القاعدة، ووفرت ملاذا آمنا لهم كي يدبروا عملياتهم.
ورجحت الصحيفة أن يحبط هذا العنف المتجدد الدول الأخرى التي تعهدت بإرسال قوات سلام إلى الصومال، داعية في الختام صناع السياسة في أميركا إلى الشروع في جهود السلام من جديد.